محاور التدخل ذات الأولوية
بعد إنجاز التشخيص التشاركي على صعيد تراب الجماعة قامت اللجنة المحلية للتنمية البشرية بتنظيم ورشات تمت خلالها دراسة نتائج هذا التشخيص كما تمت مقابلتها مع نتائج التحليل الاستراتيجي. وتماشيا مع المحاور الاستراتيجية التي تم تبنيها على الصعيد الإقليمي والتي أخذت بعين الاعتبار ترشيد الموارد البشرية والتنمية بصفتهما قاطرة لجميع القطاعات الأخرى تم تصنيف أولويات الجماعة ضمن المحاور الآتية:
1-تأهيل التجهيزات والخدمات الأساسية:
التطهير السائل والصلب :
في هذا المحور تم التوصل إلى أهمية التطهير السائل والتطهير الصلب خصوصا وان نسبة الولوج لخدمة الصرف الصحي لا تتجاوز %45.95 على صعيد الجماعة، كما أن التطهير الصلب منعدم. ويأتي التطهير السائل في الصدارة على صعيد الدواوير المستفيدة من الماء الشروب نظرا لما يشكله تدفق المياه العادمة من خطر على صحة الساكنة خصوصا الأطفال منهم. أما التطهير الصلب فيطرح بشكل أكثر حدة على مستوى مركز مولاي ابراهيم حيث يتوافد العديد من الزوار ويشكل بالتالي إكراها حقيقيا بالنسبة للبيئة وينقص من جمالية المركز مما يؤثرسلبا على توافد الزوار.
النقــل
يعاني مركز مولاي ابراهيم بالدرجة الأولى من المشاكل المتعلقة بقطاع النقل وتليه منطقة كيك، بحيث أن النقص الحاد في عدد حافلات النقل المزدوج ترك مجالا مفتوحا لأصحاب سيارات الأجرة لاحتكار مجال النقل من وإلى مركز مولاي ابراهيم. لا سيما في أيام الذروة التي تعرف اكتضاضا ينجم عنه غلاء تسعيرة التنقل، مما يؤثر سلبا على عدد الوافدين على المركز ويساهم في التناقص المستمر للسياح المغاربة وهو مايستوجب التفكير في كيفية حل هذا المشكل.
المســالك:
بالنظر لأهمية فك العزلة على الساكنة القروية بالجماعة وخصوصا الأرقام التي تبقى غير مشجعة من حيث الولوج للشبكة الطرقية وكيفية توزيعها على تراب الجماعة، نرى أن ما يقارب نصف سكان الجماعة محرومون من المسالك في المستوى المطلوب حيث أن الممرات الحالية تحتاج لإصلاحات عاجلة لا سيما على مستوى الدواوير المنتمية للمنطقة المتجانسة الثالثة والثانية.
الكهــرباء:
بالرغم من بلوغ التزويد بالكهرباء نسبة %99 إلا أن بعض المساكن ببعض الدواوير لم تستفد بعد من هذه الخدمة. ويتعلق الأمر بدوار اسيف نواضيل الذي ينتمي إلى المنطقة المتجانسة الثالثة ودوار ركدو التابع لدوار اسفلالة اللذان لم تشملهما البرامج السابقة للكهربة القروية. ويأتي توسيع هذه الشبكة وتجديدها بمركز مولاي ابراهيم في المرتبة الثانية من حيث الأولوية.
الماء الصالح للشـرب:
تأمل الجماعة تعميم الولوج للماء الشروب في أفق نهاية المخطط الحالي، إلا أن المشكل المطروح بإلحاح هو ندرة المياه ببعض الآبار المستغلة لهذه الغاية، وبالتالي فان أولوية الجماعة هي ضمان تزويد مستمر للساكنة بهذه المادة الحيوية على صعيد جميع الدواوير المنتمية للمنطقة المتجانسة الثالثة مع تزويد بعض الدواوير الغير مستفيدة بالماء الشروب. ويأتي العمل على تزويد بعض ساكنة المركز في المرتبة الثالثة من حيث الاولوية بحيث أن هذه المهمة تخرج على نطاق اختصاصات الجماعة القروية وتندرج ضمن المهام الموكولة للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب على صعيد المنطقة المتجانسة الأولى.
تقوية النسيج الاجتماعي والثقافي :
بعد دراسة مختلف المشاكل التي تعاني منها الساكنة والمعبر عنها من خلال التشخيص التشاركي توصلت اللجنة المحلية للتنمية البشرية للتصنيف التالي حسب الأولوية:
التعليــم :
اعتبارا لنتائج التشخيص التشاركي الذي صنف قطاع التعليم في الصدارة من حيث درجة الاستعجال، ونظرا لأهميته على مستوى المساهمة في التنمية البشرية وتأهيل الموارد البشرية بالجماعة فقد تم تبني نفس القطاع من طرف اللجنة المحلية للتنمية البشرية باعتباره أبرز أولويات هذا المحور.
وبالنظر إلى مختلف المشاكل التي يعاني منها هذا القطاع، نجد أن تطوير التعليم الأولي يحتل الصدارة بغية تأهيل الأطفال دون سن التمدرس قصد مواكبة المناهج التعليمية المطروحة بالصف الأول ابتدائي، متبوعا بضرورة تجهيز الوحدات المدرسية من خلال توفير الماء الشروب والكهرباء على الخصوص، وكذا توفير المرافق الصحية وتسييج الوحدات المدرسية، ثم أخيرا بناء مساكن خاصة بأساتذة التعليم الابتدائي.
الصحــة:
يأتي القطاع الصحي في المرتبة الثانية من حيث الأولويات القطاعية بالنسبة للجماعة وللرفع من نسبة التأطير الطبي وشبه الطبي قررت اللجنة المحلية للتنمية إعطاء الأولوية لتقريب المؤسسات الصحية من الساكنة والعمل على الرفع من عدد الأطر الطبية وشبه الطبية بالجماعة، مع ضرورة إيلاء أهمية خاصة لصحة الأم والطفل.
التكوين المهني ومحو الأمية:
لمعالجة مشاكل الشباب والنساء تم تصنيف قطاع التكوين المهني ثالثا بعد التعليم والصحة، ويأتي حل مشكل تكوين النساء في المرتبة الأولى ويليه مشكل التكوين المهني بالنسبة للشباب.
كما تمثل الأمية إشكالية تعيق التنمية على المستوى المحلي لا سيما في صفوف النساء، وبالنظر لارتباطهما الوثيق يمكن خلق برامج تجمع بين التكوين الحرفي ومحو الأمية بشكل متزامن.
الشؤون الدينيـة :
يتمتع مركز مولاي ابراهيم بإشعاع وطني خاص، حيث يتوافد العديد من الزوار بمناسبة موسم الولي الصالح مولاي ابراهيم، وبالتالي فان ترسيخ الهوية التراثية والدينية للمركز تمثل أولوية بارزة بالنسبة للجماعة وتأتي مسألة تنظيم ملتقى روحي إقليمي بشكل سنوي من بين المبادرات التي بإمكانها أن تساهم في إبراز المقومات الدينية للمركز.
الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية :
نظرا للمستوى المعيشي للساكنة المحلية واقتصارها على ضمان قوتها اليومي فان الأنشطة الرياضية والثقافية والترفيهية تأتي في المرتبة الأخيرة بالنسبة لأولويات جماعة مولاي ابراهيم وتليها برامج حماية الأم والطفل.
3 -تقوية النسيج الاقتصادي:
بالنظر للمؤهلات الطبيعية للجماعة فان ترتيب الأولويات على صعيد القطاعات الاقتصادية تفرض نفسها وتصنف الفلاحة في المرتبة الأولى وتليها السياحة ثم الصناعة التقليدية فقطاع المعادن.
الفلاحــة :
يعاني القطاع الفلاحي من العديد من المشاكل بحيث أن المشاكل المتعلقة بالزراعة وضعف إنتاجيتها، صنفت من بين الأولويات التي يجب التفكير مليا في حلها أو على الأقل التخفيف من حدتها، وتليها المشاكل المتعلقة بتربية المواشي. كما تأتي الأشجار المثمرة وتدني إنتاجيتها في المرتبة الثالثة.
السياحــة :
تتمتع المنطقتين المتجانستين الأولى والثانية بمؤهلات طبيعية تسمح لها بالانفراد بالريادة على الصعيد الإقليمي. وتماشيا مع الرؤية الاستراتيجية الإقليمية، فان تثمين المؤهلات السياحية المحلية تعد من بين الأولويات التي تفرض نفسها أمام اللجنة المحلية للتنمية البشرية. وبالتالي فان تأهيل القطاع السياحي بالمنطقة المتجانسة الاولى يعد من بين الاولويات المعتمدة. ويليها إبراز وتثمين المؤهلات السياحية للمنطقة المتجانسة الثانية.
الصناعة التقليديــة:
ترتبط الصناعة التقليدية بالسياحة، وبالتالي فأي تدخل لتطوير المجال السياحي بتراب جماعة مولاي ابراهيم هو مرتبط بالضرورة مع هيكلة قطاع الصناعة التقليدية خصوصا بمركز الجماعة الذي ينتمي للمنطقة المتجانسة الأولى.
4- استغلال وتثمين الثروات الطبيعية والمحافظة على البيئة :
يمثل استغلال الثروات الطبيعية عاملا مهما بإمكانه المساهمة في إنعاش الاقتصاد المحلي وذلك بتوفير الثروة المائية خصوصا وان المنطقة المتجانسة الثانية تزخر بكميات وافرة من التساقطات المطرية السنوية إلا أنها غير منتظمة ولا تستفيد منها الساكنة المحلية. ويعد تثمين الثروات الطبيعية مثل التساقطات المطرية المهمة من بين أولويات الجماعة وتليها المؤهلات السياحية مع تشجير على مستوى المنطقة المتجانسة الثانية.
|