الفصل الثاني: استراتيجية تنمية الجماعة

عقب تشخيص الوضعية انكبت اللجنة المحلية للتنمية البشرية على بلورة استراتيجية لتنمية الجماعة، انطلقت بإجراء تحليل للبيئة الداخلية أخذا بعين الاعتبار المستويات المسجلة على صعيد الإقليم، ثم محاولة مقاربة المحيط الخارجي للجماعة من خلال رصد الفرص التي يتيحها وكذا المخاطر التي يطرحها. ومن منطلق وعيها بأهمية المشاركة كمقاربة لا محيد عنها لإنجاح كل عملية تخطيطية، تم إنجاز تشخيص ترابي تشاركي سمح برصد المشاكل المعيشة، والحلول المقترحة، وكذا الأولويات المعبر عنها من طرف الساكنة. وقد مكنت هذه المعطيات من صياغة تصور مستقبلي لتنمية الجماعة يتماشى مع المحاور الاستراتيجية لتنمية الإقليم، ليتم تحديد محاور التدخل ذات الأولوية على صعيد الجماعة، ومن تم تسطير الأهداف المراد تحقيقها.

تحليل البيئة الداخلية

المحور الديموغرافي:

بالرغم من ارتفاع نسبة السكان في سن النشاط بالجماعة إلا أن هناك عوامل وإكراهات تحول دون تثمين الاستفادة من الموارد البشرية بالجماعة ويتعلق الأمر أساسا بظاهرة الهجرة نحو الأقطاب الاقتصادية الكبرى، وبارتفاع نسبة الأمية والفقر(21,63%). وهو ما يتطلب بذل مجهودات لتأهيل الفئة النشيطة من خلال الرفع من مؤهلاتها المهنية، والعمل على تقوية برامج محو الأمية والتخفيف من حدة الفقر عبر إحداث أنشطة مدرة للدخل.

التعليــم:

يعاني هذا القطاع من عدة إكراهات مرتبطة بعدم توفر المدارس على الخدمات الأساسية (الماء، الكهرباء، الصرف الصحي)، وبعدم تواجد أقسام خاصة بالتعليم الأولي وكذا بغياب مساكن لأساتذة التعليم الابتدائي، وهو ما يقتضي بذل مجهودات من أجل التصدي لها.

قطاع الصحة:

يعاني هذا القطاع من عدة إكراهات مرتبطة بضعف نسبة التاطير الطبي وشبه الطبي وبشح في التجهيزات الصحية، وبعدها عن الساكنة المستفيدة، وهو ما يستدعي العمل على الرفع من عدد التجهيزات الصحية لتحسين نسبة التاطير والرفع من نسبة مراقبة الأمهات الحوامل ومن نسبة الولادات في وسط طبي مراقب.

السياحـة:

إن جمالية الطبيعة التي تتمتع بها منطقة كيك ومركز مولاي ابراهيم يشكل مصدر استقطاب سياحي، بيد أن صعوبة الولوج بفعل تقادم الطريق الجهوية رقم 203 و وعورتها، وكذا ضعف البنيات السياحية المتوفرة تشكل إكراهات حقيقية تحد من نمو هذا القطاع، الذي يظل رهينا بتحسين جودة الخدمات السياحية المقدمة وبخلق مناطق خضراء بالمركز وتثمين مؤهلاته السياحية.

التجهيزات الأساسية:

تستفيد الجماعة من ارتفاع نسبة الولوج للكهرباء والماء الشروب، وبالرغم من الارتفاع النسبي للكثافة الطرقية إلا أن هناك نقصا في مستوى الشبكة الطرقية وتوزيعها ومدى استفادة الساكنة منها لا سيما على مستوى الدواوير البعيدة، من جهة أخرى تشكل المياه العادمة إكراها بيئيا ينبغي معالجته. تستدعي هذه الإكراهات بذل جهود للرفع من مستوى الكثافة الطرقية وملائمتها مع التوزيع السكاني داخل تراب الجماعة، والرفع من مستوى الاستفادة من شبكة التطهير أو الحفر الصحية للساكنة القروية.