بسم الله الرحمن الرحيم
المعنى العام والخاص للإسلام
الإسلام في اللغة الانقياد والخضوع، والتعري من الآفات الظاهرة والباطنة.
المعنى العام للإسلام
كلمة إسلام ومشتقاتها وردت في القرآن الكريم بمعاني مختلفة
منها:
الخضوع والانقياد:
ويدخل فيه المؤمن والكافر والإنسان والحيوان والجماد وهو قول
الله تعالى:(أفغير دين الله
تبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه
ترجعون)
التدلل والطاعة لله:(ولله يسجد من في
السماوات والأرض طوعا وكرها)
ويحمل معنى:الاعتراف بالله اتقاد بالقلب، ووفاء بالعمل،
واستسلام لله في جميع ما قضى وقدر.
وعلى المعنى وردت آيات متعددة، فجاء عن سيدنا إبراهيم عليه
السلام قول الله تعالى:
(اذقال له ربه أسلم قال أسلمت
لله رب العالمين, وأوصى بها إبراهيم بنيه, ويعقوب يا بني إن
الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) وقول
الله تعالى(ما كان إبراهيم
يهوديا ولا نصرانيا
ولكن كان حنيفا مسلما) وفي حق نبي الله نوح:(وأمرت
أن أكون من المسلمين)
وفي دعاء يوسف:(فاطر السماوات
والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلما وألحقني
بالصالحين) ونبي الله موسى:(يا
قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين)
وفي حق عيسى وحوارييه:(قال
الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون)
والجامع في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم:(قل
إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا
وما كان من المشركين، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله
رب العالمين، لا شريك له وبذلك
أمرت وأنا أول المسلمين)
ثم أصبح يطلق لفظ الإسلام بالغلبة على الدين الذي أوحاه الله
إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم قال سبحانه(اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)وقوله
عز من قائل:(إن الدين عند الله
الإسلام) وعليه فالإسلام بمعناه العام الإخلاص لله فطرة
واعتقادا وعملا بمقتضى أمر الله في الزمان والمكان ويدخل فيه
ما كان عليه الأنبياء السابقون والمؤمنون بهم، فأصبح هذا
المعنى منحصرا في ديننا الآن مع الإيمان بشمولية ما سبقه من
أديان اقر القران بصدقها في زمانها قبل تبديلها وتغييرها لأنها
من الله تعالى (امن الرسول بما
انزل إليه من ربه والمومنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله
لا نفرق بين احد من رسله،
وقالوا سمعنا واطعنا).
المعنى الخاص للاسلام
المعنى
الخاص للإسلام متعلق بالجوارح الظاهرة وبذلك فسرها
الرسولا صلى الله عليه وسلم بقوله:(بني
الإسلام على خمس, شهادة أن لاالاه إلا الله، وان محمدا عبده
ورسوله، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان.)
وقد جاء المعنى في قوله تعالى:(قالت
الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل
الإيمان في قلوبكم.)
فالا سلام هنا إلا قرار باللسان حصل معه الاعتقاد أو لم يحصل،
لذلك قد يكون المرء مسلما وليس مؤمنا، أما إذا كان مؤمنا فحتما
يقوده إيمانه للاذعان لتعاليم الإسلام، فيكون بين الإيمان
والإسلام عموم وخصوص، فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن.
المعاني العامة للشريعة
الشريعة لغة:جاء في لسان العرب إن مادة شرع تتعلق بتناول الماء،
والدخول فيه والذهاب نحوه.
وذكر ابن فارس في معنى شرع، الشين والراء والعين أصل واحد وهو
شئ يفتح في امتداد يكون فيه، ومن ذلك الشريعة، وهي مورد
الشاربة الماء.
وقال الراغب الأصفهاني في مفردات القرآن، سميت الشريعة شريعة
تشبيها لها بشرعة الماء من حيث إن ما شرع فيها على الحقيقة
المصدوقة روي وتطهر.
وفي الكليات لأبي البقاء:الشريعة هي مورد الإبل إلى الماء
الجاري.
إذا كل التعاريف اللغوية تجمع على أن الشريعة في أصلها تطلق
كناية على مورد الماء الصافي.
الشريعة اصطلاحا:قال ابن حزم:الشريعة
هي ما شرعه الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في الديانة
وعلى السنة الأنبياء عليهم السلام قبله، والحكم منها للناسخ.
أما الشيخ التهانوي فعرفها بقوله:ما شرع الله لعباده من
الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء صلى الله عليهم وسلم
وعلى نبينا وسلم سواء كانت متعلقة بكيفية عمل وتسمى فرعية
وعملية، ودون لها علم الفقه،أو بكيفية الاعتقاد وتسمى اعتقا
دية وأصلية ودون لها علم الكلام،وبقي خارجا من هذا التعريف ما
يتعلق بآداب السلوك ومعاملة ملك الملوك وهو الله تعالى.
الشريعة والملة
الملة لغة: تطلق الملة في اللغة على الإبرام، يقال أمل الأمر إذا
أبرمه، وتدل على القول مع الكتابة، تقول أمليت الكتاب
أمليته.قال الله تعالى:(وقالوا
أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا)
الملة اصطلاحا:قال الراغب، الملة
كالدين وهي اسم لما شرع الله تعالى لعباده على لسان الأنبياء
ليتوصلوا به إلى جوار الله، والفرق بينها وبين الدين أن الملة
لا تضاف إلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الذي تسند إليه
(فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا) ولا تكاد توجد مضافة إلى الله ولا إلى آحاد الأمة.
الشريعة والدين
الدين لغة:
يطلق على الملك والسلطان كما في قوله تعالى(ما
كان ليا خد أخاه في دين الملك)
أي في ملكه وسلطانه.
الطريقة: كما في قوله تعالى
(لكم دينكم ولي دين)
الحكم: كما في قوله تعالى (حتى
لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله)
الذل والخضوع: نقول دان فلان أي ذل وخضع.
الجزاء: كما قال تعالى (ملك
يوم الدين) أي يوم الجزاء.
الدين اصطلاحا:
فهو وضع الاهي يسوق ذوي العقول باختيارهم المحمود إلى
الخير،وهو ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم ،وهي الأحكام التي جاء
بها نبي من الأنبياء عليهم وعلى نبينا السلام.
ومن هنا، فالدين والشريعة والملة لها
مدلول واحد وان اختلفت الأسماء التي تحملها، وبذلك نقول:الأحكام
الإلهية من حيث أنها تطاع ويجزى بها فهي
دين، ومن حيث إنها تملى
وتكتب فهي ملة
ومن حيث إنها مشروعة
شرع وشريعة.
|